 
		 
		مومباي أو مُمباي (باللغة المراثية नवी मुंबई) (بالإنجليزية: New Mumbai) بالسنسكريتية العالمية (Navi Mumbai)، وكان اسمها السابق بُمباي أو بومباي حتى عام 1995، هي عاصمة ولاية ماهاراشترا، وتُعد أكبر مدينة من حيث عدد السكان في الهند بعدها دلهي وفقًا للأمم المتحدة، وسابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان في العالم ويبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة. وكانت المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الهند وفقًا للتعداد السكاني للحكومة الهندية لعام 2011 حيث قُدّرِ عدد سكانها بـ 12.5 نسمة في نطاق بلدية مومباي الكبرى. وهي مركز منطقة مومباي الحضرية وسادس منطقة حضرية من حيث عدد السكان في العالم ويبلغ عدد سكانها أكثر من 23 مليون نسمة. تقع مومباي على ساحل كونكان في الساحل الغربي الهندي، ولها ميناء طبيعي عميق. في عام 2008 سُميت مومباي مدينة ألفا العالمية،  ويقطنها أكبر عدد من المليونيرات والمليارديرات مقارنة ببقية المدن الهندية،  وتضم مومباي ثلاثة مواقع للتراث العالمي لليونسكو وهي كهوف إليفانتا، ومحطة شاتراباتي شيفاجي مهراج، والمجموعة المميزة للمدينة من المباني الفيكتورية «وآرت ديكو» المصممة في القرنين التاسع عشر والعشرين.
كانت الجزر السبع التي شكلت مومباي موطنًا لمجتمعات من سكان كولي الناطقين باللغة المراثية،  وكانت هذه الجزر السبع تحت سيطرة الإمبراطوريات والممالك المتعاقبة لعدة قرون قبل التنازل عنها للإمبراطورية البرتغالية، وبعد ذلك لشركة الهند الشرقية في عام 1661،  وفي منتصف القرن الثامن عشر أُعيد تشكيل بومباي من خلال مشروع هورنبي فيلارد،  الذي عمل على استصلاح المنطقة البحرية الواقعة بين الجزر السبع،  وبناء الطرق الرئيسية والسكك الحديدية، وباكتمال مشروع الاستصلاح في 1845 تحولت بومباي إلى ميناء بحري رئيسي على بحر العرب، وخلال القرن التاسع عشر تميزت المدينة بالتنمية الاقتصادية والتعليمية، وأصبحت قاعدة قوية لحركة الاستقلال الهندية في أوائل القرن العشرين وعندما نالت الهند استقلالها في عام 1947 اتحدت المدينة مع ولاية بومباي، وفي عام 1960 تم إنشاء ولاية جديدة وهي ولاية ماهاراشترا وعاصمتها بومباي.
مومباي هي العاصمة المالية والتجارية  وعاصمة الترفيه في الهند، كما تُعد أحد المراكز التجارية العشرة الأولى في العالم من حيث التدفق المالي العالمي،  وتولد 6.16% من الناتج المحلي الإجمالي للهند،  وتمثل 25% من الناتج الصناعي، و 70% من التجارة البحرية في الهند من خلال صندوق ميناء مومباي وميناء جواهر لال نهرو،  وتمثل 70% من معاملات رأس المال للاقتصاد الهندي،  وتُعد ثامن أكبر مدينة في العالم من حيث عدد المليارديرات،  وكان المليارديرات في مومباي لديهم أعلى متوسط ثروة مقارنة بأي مدينة في العالم في عام 2008.
مومباي موطن لمؤسسات مالية هامة مثل بنك الاحتياط في الهند، وبورصة مومباي، واللجنة الوطنية للأوراق المالية في الهند ومقار رئيسية للعديد من الشركات الهندية والشركات متعددة الجنسيات، وتشتهر بصناعة السينما والتلفزيون المعروفة باسم بوليوود، ومومباي توفر مستوى دخل ومعيشة أعلى وتجذب الفرص التجارية في مومباي المهاجرين من جميع أنحاء الهند.
بنيت مومباي على أرخبيل الجزر السبع وهي جزيرة بومباي، وبيرل، ومازاغان، وماهيم، وكولابا، ورلي، وجزيرة المرأة العجوز (المعروفة أيضا باسم ليتل كولابا)،  ولا يُعرف تاريخ دقيق لاستيطان هذه الجزر لأول مرة، فيما تشير رواسب البليستوسين على طول المناطق الساحلية حول كانديفالي في شمال مومباي إلى أن الجزر كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري لجنوب آسيا.
شكلت الجزر في القرن الثالث قبل الميلاد جزءًا من الإمبراطورية الماورية أثناء توسعها في الجنوب، عندما كان يحكمها الإمبراطور البوذي أشوكا من مملكة ماجادها. تم التنقيب عن «كهوف كانهيري» في بوريفالي من الصخور البازلتية في القرن الأول الميلادي،  وكانت بمثابة مركز مهم للبوذية في غرب الهند خلال العصور القديمة،  عُرفت المدينة بعد ذلك باسم هيبتانيزيا والتي تعني باليونانية القديمة «مجموعة من سبع جزر» كما يرى الجغرافي اليوناني بطليموس في عام 150م. تم تحديد فترة كهوف ماهاكالي في أنديري بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي.
كانت الجزر خلال الفترة من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن التاسع الميلادي تحت سيطرة السلالات الأصلية المتعاقبة وهي سلالة ساتافاهانا، وساترابس الغربية، ومملكة أبهيرة، وسلالة فاكاتاكا، وسلالة كالاتشوري، وكونكان مورياس، وتشالوكياس وسلالة راشتراكوتا،  قبل أن تحكمها سلالة شيلهارا من 810 إلى 1260. ومن أشهر المباني القديمة في المدينة التي بنيت خلال هذه الفترة هي كهوف جوغيشواري (520-525)،  وكهوف إليفانتا (بين القرن السادس إلى القرن السابع)،  ومعبد واكيشوار (القرن العاشر)،  وخزان بانجانجا (القرن الثاني عشر).
أسس الملك بهيمديف أو بهيما ماهيكافاتي مملكته في المنطقة في أواخر القرن الثالث عشر، وأنشأ عاصمته في ماهيكاواتي (ماهيم حاليًا). وجلب الملك إلى عاصمته «باتهير برابهو» وهو من أوائل المستوطنين المعروفين في المدينة من منطقة سوراشترا في ولاية غوجارات في حوالي 1298،  ضمنت سلطنة دلهي الجزر في (1347–1348) وسيطرت عليها حتى عام 1407، وخلال ذلك الوقت كان يديرها حكام غوجارات المسلمين الذين تُعينهم سلطنة دلهي.
تأسست سلطنة غوجارات المستقلة عام 1407، وحكمت الجزر، وخلال حكم السلطنة بُنيت العديد من المساجد، ومن أبرزها مسجد حاجي علي دراغا في ورلي الذي بني تكريماً لللحاج علي عام 1431،  ومن عام 1429 إلى عام 1431 كانت الجزر محل نزاع بين سلطنة غوجارات وسلطنة بهماني ديكان. وفي عام 1493 حاول بهادور خان جيلاني من سلطنة بهماني احتلال الجزر لكنه هُزم.
كَانَت إمبِرَاطُورِيَّة المغول الَتي تأسّست عام 1526 القوَّة المُهيمنة في شبه القارة الهندية خِلال مُنتَصَف القرن السادس عشر،  وتزايد قلق سلطان بهادور شاه غوجارات من سلطة الإمبرَاطُور المغولي نصير الدين همايون، واضطر لتوقيع «مُعَاهَدَة فاساي» مَع الإمبراطورية البرتغالية في 23 ديسمبر 1534، ووفقًا للمُعاهدة قُدمت جَزَر بومباي السبع ومدينة فاساي الاستراتيجيَّة القريبة وتوابعها إلى البُرتغاليّين، وسلمت الأراضي في وَقت لاحق في 25 أكتوبر 1535.
شَارَك البرتغاليّون بنشاط في تَأسِيس ونمو طوائفهم الدينيَّة الرومانيَّة الكاثوليكيَّة في بومباي،  وأطلقوا على الجزر أسماء مختلفة والَّتِي أخذت في النهاية شكل كلمة «بومبايم»، وَخِلَال حُكِم البُرتغاليّين أُجرت الجزر للعديد من الضباط البُرتغاليّين، بنى الفرنسيسكان واليسوعيون العديد من الكنائس في المدينة، ومن أبرزها «كنيسة القديس ميخائيل» في ماهيم (1534)،  و«كنيسة القديس يوحنا المعمدان» في أنديري (1579)،  و«كنيسة القديس أندرو» في باندرا (1580)،  و«كنيسة جلوريا» في بيكولا (1632). كما بنى البرتغاليّون الحصون والقلاع حول المدينة مِثل «قلعة بومباي» و«كاستيلا دي أجوادا» (كاستيلو دا أغوادا أو قلعة باندرا) و«قلعة ماده»، وَكَان الإنجليز في صراع دائم مَع البُرتغاليّين للهيمنة على بومباي بعدما أدركوا ميناءها الطَّبيعِيّ الاستراتيجي وعزلتها الطَّبيعية عَن الهجمات البرية، وبحلول مُنتَصَف القرن السابع عشر أستولت القوَّة المُتنامية لِلإمبراطوريَّة الهولنديّة على محطّة من الإنجليز في غَرب الهند، وَفِي 11 مايو 1661 كَانَت الجزء جُزء من مهر كاثرين من براغانزا ابنة الملك جون الرابع ملك البُرتغال عِند زواجها من تشارلز الثاني ملك إنجلترا، وأصبحت الجزر في حيازة الإمبراطوريَّة الإنجليزيَّة. وبقيت جَزَر (وادالا، وسالسيت، وفاساي، ومازاغان، وباريل، ورلي، وسيون، ودهارافي) تحت حيازة البرتغاليَّة، وتمّكن الإنجليز من الحصول على (ماهي، وسيون، ووادالا ودهارافي) من 1665 إلى 1666.
استأجرت إنجلترا الجزر وفقًا للميثاق الملكيّ الصادر في 27 مارس 1668 لصالح شَّرِكَة الهند الشرقيَّة الإنجليزيَّة في عام 1668 بإيجار سنويٌّ قدره 10 جنيه إسترليني،  وسُرعان مَا زاد عدد السكان من 10 ألف نسمة في 1661 إلى 60 ألف نسمة في 1675. وتعرَّضت الجزر لاحقًا للهجوم في أكتوبر 1672 من أميرال سلطنة مغول الهند القائد المسلم الكولي «ياكوت خان»،  وتعرَّضت لهجوم من «ريكلوف فان جوين» الحاكم العَام للهند الهولنديّة الشرقية في 20 فبراير 1673،  ولهجوم آخر من الأدميرال سامبال من عرقيَّة شيدي في 10 أكتوبر 1673.
في عام 1687 نقلت «شَرِكَة الهند الشرقيَّة الإنجليزيَّة» مَقَرها الرَئِيسيّ من سورت إلى بومباي، ولاحقًا أصبَحَت المدينة المقر الرَئِيسيّ لرئاسة بومباي،  وَنَقلت مقرَّات مؤسساتها الرَئِيسيّة إلى بومباي،  وَفِي أواخر نهاية القرن السابع عشر شن ياكوت خان عَمَليّات توغل في 1689-90. وكانت نهاية الوجود البُرتغاليّ في بومباي باستيلاء إمبراطورية ماراثا بِقيادة بيشوا باجي راو الأول على جزيرة سالسيت في عام 1737، وجزيرة فاساي عام 1739. وبحلول مُنتَصَف القرن الثامن عشر نمت بومباي لتصبح مَدِينَة تجاريَّة رئيسية، واستقبلت موجات هجرة كَبِيرَة من جَمِيع أنحاء الهند. وَفِي 28 ديسمبر 1774 احتل البريطانيُّون سالسيت، وبتوقيع «مُعَاهَدَة سورات (1775)» سيطر البريطانيُّون رسميًا على سالسيت وفاساي، ممَّا أدَّى لاندلاع الحرب الأنجلو - ماراثا الأولى. واستطاع البريطانيُّون تأمين سالسيت من إمبراطورية ماراثا دُون عنف من خِلال مُعَاهَدَة بوراندار (1776)،  ولاحقًا من خِلال مُعَاهَدَة سلباي (1782) الموقعة لتسوية نتيجة الحرب الأنجلو-مراثا الأولى.
بداية من 1782 أُعيد تشكيل المدينة بمشاريع هندسية مدنية واسعة النطاق، هدفت لدمج جَمِيع جزر مومباي السبع في كُتلَة واحدة مدمجة وربطها بجسر يسمى «هورنبي فيلارد» الَّذِي اكتمل إنشائه في عام 1784. في عام 1817 تمكَّنت «شَّرِكَة الهند الشرقيَّة البريطانيَّة» بِقيادة ماونتستيورات إلفينستون من هزيمة «باجي راو الثاني» آخر بيشوا لإمبراطورية ماراثا في «معركة خادكي»،  وأستولت الشَّرِكَة البريطانيَّة على هضبة ديكان بأكملها تقريبًا، وألحقتها برئاسة بومباي، ومثلت هَذِه المعركة في ديكان نهاية لهجمات القوى المحَلِية.
بحلول عام 1845 اندمجت الجزر السبع في مِسَاحَة أرض واحدة من خِلال «مَشرُوع هورنبي فيلارد» عبر استصلاح الأراضي البحريَّة على نطاق واسع. وَفِي 16 أبريل 1853 بُني أول خط سكة حديد ركاب في الهند لربط بومباي بمدينة تانا المُجاورة (ثين حاليًا). وكانت المدينة أكبر سوق لتجارة القطن فِي العَالم خِلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) وأدى ذَلِك لازدهار اقتصادها وَتَعزِيز مكانتها الاقتصاديَّة.
أصبَحَت بومباي أحد أكبر الموانئ البحريَّة على بحر العرب بَعد اِفتِتاح قناة السويس عام 1869،  وَفِي سبتمبر 1896 ضرب «وباء طاعون مومباي» أدَّى لوفيات بَلَغَت 1900 حالَة وفاة في الأسبوع،  وفر حوالي 850 ألف شخص مِنهَا وتأثَّرت صناعة النسيج سلبًا،  بينما كَانَت المدينة عاصمة رئاسة بومباي عززت حركة الاستقلال الهندية "حَرَكَة اتركوا الهند" في عام 1942 وتمرد البحريَّة الهنديَّة الملكيّة في عام 1946.
 
                    | البلد | الهند, الإمبراطورية البرتغالية, مملكة إنجلترا, حكم الشركة في الهند, الراج البريطاني | 
|---|---|
| المنطقة الإدارية | ولاية بومباي, Bombay Presidency, مهاراشترة, Mumbai City district | 
| نوع الحدث | هجمات مومباي 2008 | 
| جزء من الحدث | كوكن | 
