الجيش السوري الحر هو فصيل رخو في الحرب الأهلية السورية الذي أسسه في 29 يوليو 2011 ضباط القوات المسلحة السورية الذين قالوا إن هدفهم هو إسقاط حكومة بشار الأسد. وبعد أن تأسست المنظمة رسميا، تلاشى هيكلها تدريجيا بحلول أواخر عام 2012، ومنذ ذلك الحين استخدمت مختلف مجموعات المعارضة هوية الجيش السوري الحر.
وفي أواخر عام 2011، كانت تعتبر المجموعة الرئيسية للمنشقين عن الجيش السوري. وكان لها النجاح في وجه قوات حكومية مسلحة أفضل بدرجة كبيرة. ومنذ يوليو 2012 فصاعدا، أدى عدم الانضباط والاقتتال ونقص التمويل إلى إضعاف الجيش السوري الحر، في حين أصبحت الجماعات الإسلامية مهيمنة داخل المعارضة المسلحة.
ويهدف الجيش السوري الحر إلى أن يكون «الجناح العسكري للمعارضة السورية للنظام»، ويهدف إلى إسقاط الحكومة عن طريق العمليات المسلحة، وتشجيع الانشقاقات في صفوف الجيش، والقيام بأعمال مسلحة. وبما أن الجيش السوري منظم وشديد التسليح، فقد اعتمد الجيش السوري الحر تكتيكات حرب العصابات في الريف والمدن. وتركز الاستراتيجية العسكرية للجيش السوري الحر على حملة حرب عصابات متفرقة في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز التكتيكي على العمل المسلح في العاصمة دمشق. ولم تكن الحملة ترمي إلى الاستيلاء على الأراضي، وإنما إلى تشتيت القوات الحكومية وسلاسل إمدادها اللوجستية في المعارك من أجل المراكز الحضرية، والتسبب في التناقص الطبيعي في صفوف قوات الأمن، وخفض الروح المعنوية، وزعزعة الاستقرار في دمشق، وهي مركز الحكومة.
وبعد التدخل العسكري التركي في سوريا في عام 2016، أنشئت مجموعة غير رسمية من العرب والتركمان الذين تدعمهم تركيا تحت اسم «الجيش السوري الحر»، مع دعم مادي على الأرض للجيش المنظم الذي تدعمه القوة الجوية التركية والبريطانية. وتتعاون المجموعة تعاونا وثيقا مع القوات التركية في سوريا.
قد تكون الانشقاقات الأولى من الجيش السوري خلال الانتفاضة السورية قد وقعت في نهاية أبريل 2011 عندما تم إرسال الجيش إلى درعا لقمع الاحتجاجات المستمرة. وكانت هناك تقارير تفيد بأن بعض الوحدات رفضت إطلاق النار على المحتجين وانشقت عن الجيش.
وفقا لتقارير لم يتم التحقق منها، استمرت الانشقاقات طوال الربيع حيث استخدمت الحكومة القوة المميتة لتضييق الخناق على المحتجين ومحاصرة مدن الاحتجاج في جميع أنحاء البلاد، مثل بانياس وحماة وتلكلخ ودير الزور، وكانت هناك تقارير عن الجنود الذين رفضوا إطلاق النار على المدنيين وأعدموا بإجراءات موجزة من قبل الجيش.
وفي نهاية يوليو 2011، ومع استمرار الانتفاضة السورية منذ مارس 2011، قامت مجموعة من ضباط الجيش السوري المنشقين بإنشاء «الجيش السوري الحر» لإسقاط حكومة الأسد. وفي 29 يوليو 2011، أعلن العقيد رياض الأسعد ومجموعة من الضباط النظاميين تشكيل الجيش السوري الحر، وذلك بهدف حماية المتظاهرين العزل والمساعدة على «إسقاط هذا النظام»، في شريط فيديو على الإنترنت حيث تحدث رياض الأسعد إلى جانب عدة منشقين آخرين.
وأوضح العقيد الأسعد أن تشكيل الجيش الحر ناتج عن شعور الجنود المنشقين بالواجب القومي، والولاء للشعب، والحاجة إلى عمل حاسم لوقف عمليات القتل الحكومية، ومسؤولية الجيش في حماية الأشخاص العزل. وشرع في الإعلان عن تشكيل الجيش السوري الحر، وعزمه على العمل يداً بيد مع الشعب ومع المتظاهرين لتحقيق الحرية والكرامة، وإسقاط الحكومة («النظام»)، وحماية الثورة وموارد البلاد، والوقوف في وجه الآلة العسكرية غير المسؤولة التي تحمي «النظام».
دعا العقيد الأسعد ضباط ورجال الجيش السوري إلى «الانشقاق عن الجيش، والتوقف عن توجيه بنادقهم إلى صدور شعبهم، والانضمام إلى الجيش الحر، وتشكيل جيش وطني يمكن أن يحمي الثورة وجميع قطاعات الشعب السوري بكل طوائفه». وقال إن الجيش السوري «[يمثل] العصابات التي تحمي النظام»، وأعلن أنه «من الآن، سيتم التعامل مع قوات الأمن التي تقتل المدنيين وتحاصر المدن كأهداف مشروعة. سنستهدفهم في جميع أنحاء الأراضي السورية دون استثناء»؛ «سوف تجدنا في كل مكان في جميع الأوقات، وسوف ترى ما لا تتوقعه، إلى أن نعيد حقوق شعبنا وحريته».
| البلد | سوريا |
|---|---|
| مكان وقوع الحدث | ولاية حطاي |