في علم الطيران، يُعرَّف المُنْطَاد أو البالون بأنه جسم طائر غير مزوّد بوسائل دفع، يحلق أو يطفو في الهواء نتيجة قوة الطفو. يمكن أن يكون المنطاد حرًّا، فيتحرك مع اتجاه الرياح، أو مربوطًا بنقطة ثابتة.
غالبًا ما تحتوي البالونات على سلة أو عربة أو كبسولة معلقة أسفل الغلاف الرئيسي، تُستخدم لنقل الأشخاص أو المعدات، مثل الكاميرات والتلسكوبات وآليات التحكم في الطيران.
الطيران الهوائي هو مصطلح قديم استخدم للإشارة إلى ركوب البالونات وتصميم وتشغيل وملاحة المركبات الأخف من الهواء. نشر تيبيريوس كافالو في عام 1785 كتابه "تاريخ وممارسة الطيران الهوائي". كما صدرت عدة كتب أخرى حول هذا الموضوع، من بينها أعمال مونك ماسون. بالإضافة إلى ذلك، ألّف الكاتب المسرحي فريدريك بيلون مسرحية بعنوان "الطيران الهوائي".
يُعد البالون أبسط آلة طيران من حيث المفهوم. فهو يتكون من غلاف مصنوع من القماش يُملأ بغاز أخف من الهواء المحيط، مما يسمح له بالارتفاع بسبب انخفاض كثافته الكلية مقارنة بالغلاف الجوي. وعادةً ما يكون هناك سلة أو عربة متصلة بأسفله لنقل الركاب أو الحمولة. ورغم عدم امتلاكه لنظام دفع، يمكن التحكم جزئيًا في اتجاهه من خلال تغيير الارتفاع للعثور على تيارات هوائية مناسبة.هناك ثلاثة أنواع رئيسية من البالونات:
بالون الهواء الساخن: يعتمد على تسخين الهواء داخل الغلاف لتوليد قوة الرفع، ويعد الأكثر شيوعًا في الاستخدام، خاصة في الأنشطة الترفيهية.
بالون الغاز: يتم ملؤه بغاز ذو وزن جزيئي أقل من الهواء المحيط، يعمل معظمها عند ضغط يساوي الضغط الجوي، لكن بعض الأنواع، مثل بالونات الضغط الفائق، تحتفظ بالغاز بضغط أعلى للحد من فقدانه أثناء النهار. تستخدم عدة أنواع من الغازات في بالونات الغاز، منها:
الهيدروجين: استخدم على نطاق واسع، لكن قلّ استخدامه بعد كارثة "هيندنبورغ" بسبب قابليته الشديدة للاشتعال.
غاز الفحم: استخدم بكثرة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، رغم أن قوة رفعه أقل من الهيدروجين، إلا أنه كان متاحًا ورخيصًا.
الهيليوم: الغاز الأكثر استخدامًا حاليًا في المناطيد ومعظم البالونات المأهولة، بفضل أمانه العالي.
أجريت تجارب على غازات أخرى مثل الأمونيا والميثان، لكنها لم تكن شائعة نظرًا لانخفاض قدرتها على الرفع ومخاطرها.
بالون روزييه: يجمع بين غاز الرفع الساخن وغير الساخن داخل أكياس منفصلة، ويُستخدم في الرحلات طويلة المسافة وتسجيل الأرقام القياسية، مثل الدوران حول العالم. ورغم فعاليته في بعض المهام، إلا أنه نادر الاستخدام.
لا يزال كل من بالون الهواء الساخن وبالون الغاز مستخدمًا على نطاق واسع، إذ تتميز بالونات الهواء الساخن بتكلفتها المنخفضة وبساطة تصنيعها، مما يجعلها شائعة في رياضة ركوب البالونات.
يُعتبر بالون الهواء الساخن أول وسيلة طيران مأهولة تعتمد على تسخين الهواء لتوليد قوة الرفع. صنعه الأخوان جوزيف وإتيان مونتغولفييه لأول مرة في مدينة أنوناي في فرنسا عام 1783. وكانت أول تجربة مأهولة له في 19 سبتمبر 1783، حيث حمل خروفًا وبطة وديكًا لاختبار تأثيرات الطيران على الكائنات الحية.
أما أول رحلة مأهولة مربوطة فقد أجريت باستخدام بالون الأخوان مونتغولفييه الأكبر في 15 أكتوبر 1783، بينما كانت أول رحلة حرة له في 21 نوفمبر 1783.