 
		 
		مَعْرَكَةُ الْجَهْرَاءِ هي معركة وقعت في 10 أكتوبر سنة 1920 خلال الحرب النجدية الكويتية بين الشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت وقوات الإخوان بقيادة فيصل الدويش شيخ قبيلة مطير في قرية الجهراء غرب مدينة الكويت بتاريخ 10 أكتوبر سنة 1920. انتهت المعركة بانتصار باهظ الثمن للإخوان واستيلائهم على قرية الجهراء، فيما لجأ حاكم الكويت مع بعض قواته إلى القصر الأحمر وتحصن به، طوق الإخوان الحصن وفرضوا عليه الحصار، وعرضوا شروط الصلح على حاكم الكويت الشيخ سالم والتي رفضها؛ مما دفع الإخوان إلى مهاجمة القصر لكنهم فشلوا في اقتحامه، وبالرغم من النجاح الذي حققته القوات الكويتية في الدفاع عن القصر إلا أن نقص المياه قد فاقم مصاعبهم في تحمل الحصار وعندما أشرقت عليهم شمس في اليوم الثاني للمعركة، كاد أن ينفذ صبرهم لولا وصول سفن شراعية قادمة من مدينة الكويت لنجدتهم، مما رفع معنوياتهم، من جانبه حاول فيصل الدويش أن يجس نبض المحاصرين داخل القصر، فأرسل لهم أحد فقهاء الإخوان، لاستكمال شروط الصلح آنفة الذكر فتظاهر الشيخ سالم المبارك الصباح بقبول تلك الشروط دون أن يفكر بالأخذ بها جديًا ولم يكن يهمه يومئذ سوى الإفلات من الحصار، فأوعز إلى كاتبه أن يكتب جوابًا إلى فيصل الدويش يظهر فيه خضوعه لشروط الصلح على أن تنسحب قوات الإخوان عن القصر والجهراء، فرحل الإخوان عن الجهراء باتجاه الصبيحية جنوب الكويت في يوم 12 أكتوبر. حاول الإخوان التفاوض مع الشيخ سالم لاستكمال الصلح، إلا أن انه رفضها وقام بطلب المساعدة العسكرية البريطانية. وقام البريطانيون بجلب سفن عسكرية للكويت وألقوا منشورات فوق مخيم الإخوان بالصبيحية عن طريق الطائرات لتحذيرهم من مهاجمة الكويت، فيما أرسل ابن سعود إلى فيصل الدويش ينهاه عن مهاجمة الكويت الأمر الذي دفع الإخوان لمغادرة مخيمهم في الصبيحية عائدين إلى نجد، في نهاية المطاف قام الشيخ خزعل الكعبي حاكم المحمرة بالوساطة لاستكمال الصلح بين سلطان نجد عبد العزيز آل سعود وحاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح.
كانت معركة الجهراء إحدى نتائج الصراع الحدودي بين إمارة الكويت وإمارة نجد والذي تحول إلى صراع دموي شهد معارك بين الطرفين، بدأ الصراع بين الإمارتين نتيجة التوسع الذي شهدته إمارة نجد وضمها لأجزاء واسعة من الجزيرة العربية، إذ تمكّنت الرياض من ضم أغلب مدن وبلدات منطقة وسط الجزيرة العربية فيما عدا إمارة حائل إلا أن نقطة التحول حدثت عام 1913 حينما استولت إمارة نجد على لواء الأحساء العثماني في شرق الجزيرة العربية ونتيجة لذلك أصبحت حدود الإمارة النجدية متاخمة لإمارة الكويت، وكانت شرارة الصدام الحدودي بين الإمارتين قد اندلعت عام 1919 حينما أراد حاكم الكويت الشيخ سالم الصباح بناء مدينة صغيرة على حدوده الجنوبية في خور بلبول؛ وقد تسببت هذه الخطوة في نشوب أزمة سياسية بين الرياض والكويت نتيجة اعتراض الأمير عبد العزيز آل سعود على المشروع باعتبار أن خور بلبول من أراضي القطيف التابعة له، وسرعان ما تدخلت بريطانيا التي كانت تهيمن سياسيًا على منطقة الشرق الأوسط عقب سقوط الامبراطورية العثمانية ونتيجة للوساطة البريطانية توقف الشيخ سالم عن فكرة تعمير بلبول.
ما أن انتهت مسألة بلبول حتى ثار خلاف حدودي جديد بين الكويت والرياض عام 1920 يتعلق بملكية أبار قرية حيث شيد الإخوان من قبيلة مطير هجرة لهم في ذلك الموقع في مايو من نفس العام، الأمر الذي أثار الشيخ سالم باعتبار أن أبار قرية تدخل ضمن حدود الكويت حسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 حاول الشيخ سالم أن ينهى الإخوان عن البناء إلا أنهم رفضوا التوقف ما لم يأتهم أمر صريح من الأمير عبد العزيز آل سعود فأدرك الشيخ أن أعمال أولئك الإخوان لم تكن إلا بإيعاز من ابن سعود.
حاول الشيخ سالم في البداية حل المشكلة سياسيًا فعرضها على المندوب البريطاني السامي في بغداد، إلا أنه أهمل المسألة. فلجأ الشيخ سالم إلى الحل العسكري وأرسل سرية بقيادة دعيج الصباح مؤلفة من 300 رجل إلى الإخوان، وحال وصول دعيج الصباح إلى حمض أرسل يهدد الإخوان ويطلب منهم مغادرة أبار قرية أو يغزوهم، فأرسلوا يستنجدون فيصل الدويش الذي سار إليهم وهاجم الكويتيين في معركة حمض.
وبعد هزيمة السرية أرسل الشيخ سالم إلى حاكم حائل خصم عبد العزيز آل سعود يستنجده فأرسل له ضاري بن طوالة وأنزله الجهراء ثم أمره مع دعيج الصباح أن يقوما بمهاجمة قرية مرة ثانية، وخلال المسير بلغ عبد العزيز آل سعود خبر مغزى ضاري الطوالة ودعيج الصباح فأمر فيصل الدويش بإنجاد أهل قرية ولما علم كل من ضاري ودعيج خبر استعداد الإخوان أدركوا الصعوبة التي سيلاقونها فرجعوا إلى الجهراء ثم أرسل الشيخ سالم 3 فرق الأولى بقيادة ابن طواله أغارت على أبار اللهابة والثانية بقيادة ابن ماجد أغارت على الرماح والثالثة بقيادة كران أغارت على الشباك، وكانت هذه الغارات ناجحة فقام الإخوان بتعقبهم حتى وصلوا إلى الجهراء وقبل وصولهم الجهراء خرج الشيخ السالم من مدينة الكويت وتوجه الجهراء حال علمه بأن الإخوان يتقدمون إليها.
شهدت سنة 1919 اضطرابًا في العلاقات، بين نجد والكويت وذلك بسبب خلاف حدودي نشب بينهما، بدأ الخلاف الحدودي حينما أبحر الشيخ سالم في 13 سبتمبر 1919 جنوبا باتجاه خور بلبول بالقرب من رأس منيفة من أجل بناء مدينة تجارية في ذلك المكان، وكان خور بلبول يتمتع بميناء طبيعي حصين للسفن الشراعية، وقريب من مغاصات للؤلؤ وبه آبار للمياه وكان الشيخ سالم يخطط أن يبني لنفسه حصناً هناك، ثم يسمح، ويشجع في بناء بلدة حدودية في جنوب الكويت، وبحسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913 فإن حدود الكويت تمتد جنوبا إلى رأس منيفة حيث تبدأ حدود لواء الإحساء العثماني.
حينما بلغ الملك عبد العزيز ذلك خشي أن تنافس بلبول مدينة الجبيل بالتجارة والغوص على اللؤلؤ فكتب إلى الشيخ سالم ينهاه عن البناء إلا أن الشيخ سالم أجاب بالرفض، فقام الملك عبد العزيز بإبلاغ الوكيل السياسي البريطاني بالكويت، الرائد جون مور، احتجاجه على تعدّي الشيخ سالم على أراضي القطيف التابعة لنجد، وعلى الرغم من إصرار الشيخ سالم على أن بلبول تقع ضمن أراضي الكويت، إلا أنه في نهاية المطاف تخلّى خطته في تعمير بلبول.
 
                    | تاريخ | 1920-10-10 | 
|---|---|
| مكان وقوع الحدث | الجهراء | 
| الشخص المعني | الإخوان, آل صباح | 
| جزء من الحدث | الحرب النجدية الكويتية | 
