 
		 
		البحرية العثمانية (بالتركية: Osmanlı Donanması) أو الأسطول الهمايوني (بالتركية: Donanma-yı Hümâyûn) هي القوات البحرية للإمبراطورية العثمانية، تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي، لتكون الفرع العسكري البحري للدولة. قامت الدولة العثمانية عام 1323 ميلاديًا بفتح قره مرسل، ووصلت فتوحاتها إلى البحر فأمنت الدعم من خلاله في الحروب التي خاضتها بكوكالي تحت قيادة قره مرسل (رئيس أول أسطول للدولة العثمانية). في عام 1327، أسِّسَت أول ترسانة[ ؟ ] بحرية عثمانية في ميناء قره مرسل، وبهذا أصبحت القوات البحرية واحدةً من مؤسسات الدولة. ووفقاً للنظام الهرمي الوظيفي العثماني، أصبح قره مرسل أمير البحار أي قائد الأسطول. استولى العثمانيون علي كوكالي في عام 1337، ثم على رومالي في عام 1353. كان مركز الأسطول في بادئ الأمر بمدينة "أزميت"، ثم انتقل إلى «جيليبولو»، وأخيراً أصبح المركز في العاصمة إسطنبول.
عند فتح القسطنطينية، استفاد السلطان محمد الفاتح من الأسطول العثماني لتعزيز سطوته في البحر الأسود والبحر المتوسط، وأعطى ذلك القوات العثمانية دعمًا لوجيستيًا لاحقًا عند فتح مصر. حققت البحرية العثمانية النصر عام 1538 في معركة بروزة، وبعد ذلك انتصر الأسطول في معركة جربة، وضرب الحصار على جزيرة مالطا، لكنه لم يتمكن من الاستيلاء عليها. أسِّست العديد من دور صناعة السفن في الدولة لتطوير الأسطول العثماني، وكانت تستورد مواد البناء اللازمة من مدن بيجا وصامسون وقسطموني وأيدين. وكما جرت العادة كانت الجزائر تتبع سيادة ملك البحار (القبطان)، وكان الأسطول مسؤولاً عن الحفاظ على الأمن في دار الصناعة الأميرية بحي قاسم باشا في المدينة، وأعطيت كذلك سلطة جيليبولو وجزر البحر الأبيض المتوسط ومدينة إزمير إلى جانب بعض الأماكن الأخرى للقباطنة العثمانيين. انتصر الأسطول البرتغالي في القرن السادس عشر على خادم سليمان باشا الذي اتحد مع بيري رئيس أثناء تنظيم حملة ضد المملكة البرتغالية، وأُعدِمَ بيري رئيس بعد ذلك. وبعد معركة ليبانت البحرية حدثت خسائر جسيمة في صفوف الأسطول العثماني، لكنه استطاع أن يتعافى منها فيما بعد. مع بداية فترة الركود الاقتصادي في التاريخ العثماني، تقلَّص حجم التجارة البحرية بين الدولة العثمانية ودول أوروبا بصورة كبيرة. وتم إدخال بعض التعديلات على الأسطول مع تولي حسين ميزو مورتو زمام قيادته. إلا أن الأسطول لم يبدي كفاءة قتالية. في عام 1773، فُتحت المدرسة البحرية عند تولي حسن باشا جزايرلي منصب القبطان (قبطان دريا)، وهناك كان يُعطي تعليماً متطوراً. وفي عام 1776 افتتحت المدرسة البحرية الثانية بجانب دار الصناعة الأميرية بكونها كلية للهندسة البحرية.
في القرن التاسع عشر، حصلت البحرية العثمانية على مساعدةٍ من البحرية الملكية البريطانية في الحملة الفرنسية على مصر. خسرت البحرية كل التطويرات التي كان قد قام بها سليم الثالث والتي أكملها محمود الثاني في معركة نافارين البحرية عام 1827، وقد استكمل محمود الثاني تطوير البحرية بمساعدة مهندسين أمريكيّين[ ؟ ]، وبذلك أدخل الصناعة البحرية الحديثة إلى الأسطول العثماني، وفي هذه الفترة خاض الأسطول أكبر معاركه البحرية على الإطلاق، وهي معركة المحمودية[ ؟ ]. لكن بعد موت محمود الثاني اضطرَّ المهندسون الأمريكيون لترك إسطنبول، وتولَّى عبد المجيد الأول الحكم، حيث تأسَّس في عهده مجلس البحرية عام 1840، وشرع في تشغيل الأسطول الحديث. علاوةً على ذلك، تأسست أول شركة بحرية وهي شركة الحيرية، أما في عهد عبد العزيز الأول فقد أنشئت أول وزارة للبحرية عام 1867. وفي خضم التطويرات المستمرَّة للبحرية تم شراء سفن حربية من دول أجنبية مختلفة، لكن بحلول نهاية فترة عدم الاستقرار من تاريخ الدولة العثمانية وأثناء ولاية عبد الحميد الثاني تُرِكَ الأسطول في القرن الذهبي ولم يعد مستخدماً. لم يظهر الأسطول كفاءةً قتالية خلال الحرب العثمانية اليونانية عام 1897، لذلك عملت الجامعة البحرية في عام 1909 على تطوير الأسطول بتبرعات من الشعب العثماني. وعن طريق هذه التبرعات استطاعت الجامعة البحرية أن تشتري سفناً حربية وأن تجري التجديدات تحت إشراف وفدٍ من الضباط الألمان، وقد أظهر الأسطول العثماني في الحرب الإيطالية التركية وحرب البلقان جدارته. رغم ذلك، عاد أداء البحرية للانحدار خلال الحرب العالمية الأولى أثناء قتاله في بحر إيجة، ثم حقق نجاحاً في حرب تشانكا كالا. وبنهاية الحرب العالمية الأولى، وقع الأسطول تحت سيطرة قوات الحلفاء[ ؟ ] في بحر مرمرة، وأعقب ذلك انهيار الدولة العثمانية ونهاية الأسطول، ليستبدل بالبحرية التركية الحديثة.
امتدت دولة السلاجقة حتى بلغت منطقة الأناضول وبدأت الاستقرار بها منذ انتصارها في معركة ملاذكرد عام 1071 ميلاديًا، لتمتدَّ سيطرته إلى شواطئ بحر مرمرة وبحر إيجة. وقد بدأ العمل إثر ذلك في بناء أول أسطول بحري تركي، وفقاً لتقنيات الروم[ ؟ ] والإيطاليين، وكان زاخاس قد استطاع أن يتعلَّم هذه التقنيات أثناء فترة أسره في إسطنبول. وعند تولي الإمبراطور ألكسيوس الأول كومنيوس عقب موت الإمبراطور نيكافوروس الثالث، أطلق سراح زاخاس (أو ربَّما تمكن هذا من السفر)، فعمل على تأسيس لواء زاخاس في إزمير، وشيد أول أسطول تركي في الأناضول. في عام 1089م، استولى السلاجقة على جزيرة لسبوس، كما استولوا أيضًا على جزيرة خيوس[ ؟ ] في عام 1090م. وفي الوقت الذي بدأ فيه أبو القاسم بتشييد أسطولٍ بحريّ في إزنيق، باغتهم البيزنطيون وتمكَّنوا من إحراقه. وقد أولى السلاجقة اهتمامًا كبيرًا بالبحرية بهدف تأمين حركة التجارة، ففي عام 1207م استولوا على مدينة أنطاليا الساحلية، وأسُّسوا فيها دار صناعة سفنٍ بمدينة سينوب. إضافةً إلى ذلك، قام الإمبراطور كيكاوس الأول بعقد معاهدتين تجاريَّتين، الأولى مع المملكة القبرصية في عام 1214م، والثانية مع البندقية في عام 1216م، رغم ذلك، كانت الحملات الصليبية تؤثر سلبًا من جهة أخرى على التجارة البحرية القائمة مع مصر. استطاع السلاجقة استعادة أنطاليا عام 1216م بعد أن كانت قد فقدت منهم، واستطاع السلطان كيقباد الأول الذي صعد إلى الحكم سنة 1220م - وكان يُعرَف في هذا الوقت بقالونوروس - أن يفتح ألانيا، وغيَّر اسمها إلى آليا، وأسس فيها داراً لصناعة السفن، تعد أول دار صناعة تركية منظَّمة.
حتى عام 1225م استولى السلاجقة على الكثير من القلاع الواقعة بين مدينتي سيليفكى وألانيا. وإضافة إلى ذلك، أمر السلطان كيقباد الأول القائد حسام الدين تشوبان أن يُجهّز أسطولاً بالبحر الأسود في عام 1224م، وبالفعل خرج الأسطول واستطاع الاستيلاء على مدينة صوداك التابعة لشبه جزيرة القرم. وعلى الرغم من أن مدة الهيمنة السلجوقية على صوداك غير معروفة، إلا أنه يُعتَقد أنها استمرت حتى بداية الغزو المغولي في عام 1239م. بدأت الحملات المغولية بالوصول في عهد السلطان كيخسرو الثاني، وضعفت الدولة عقب معركة جبل كوسي. بعد الغزو، استطاعت إمبراطورية طرابزون الاستيلاء على مدينة سينوب، كما استولت على بعض المدن في منطقة البحر الأسود، لكن السلاجقة استعادوها في عام 1266م. نتيجةً لهذا ومنذ معركة جبل كوسي، أصبحت دولة السلاجقة في الأناضول تابعة للإمبراطورية المغولية.
تكونت العديد من ألوية الأوتش بعد الغزو المغولي في غرب الأناضول، وكان بعضها يهتم بالبحرية. وقد كان بنو قرا صي وبنو آيدين وبنو مانتشا وبنو سارخون من الألوية التي اهتمَّت بالبحرية في هذا الوقت في غرب الأناضول، وشنت القوات البحرية التابعة لهذه الألوية الغارات في بحر آجا. وكان لواء بنو قرا صى يعمل على إنشاء السفن في دار أنشأها لصناعة السفن. كما حقق آيدين أوغلو غازي بك العديد من النجاحات والانتصارات في بحر إيجة، وفرض سيطرة قوية على المنطقة الواقعة بين مضيق الدردنيل وجزيرة رودوس. في القرن الرابع عشر الميلادي بدأ لواء العثمانيّين بالتوسع تدريجيًا، وبدأت باقي الألوية في الانضمام له، وبهذا تأسس الأسطول البحري العثماني.
وصل نفوذ الدولة العثمانية إلى بحر مرمرة عام 1323، وأسست أسطولها البحري الأول بعد أن منحت لها دولة بني قراصي 24 سفينة. ترأس هذا الأسطول الجديد وقاده الأميرال قره مرسل، وكان يتولى الأسطول مهمة تأمين بحر مرمرة. ساد في ذلك الوقت نظام التوظيف الهرمي بالدولة، وفي الفترة بين عامي 1324-1390 كان لقب دريا يُقلَّد لقائد الأسطول. قوي النفوذ العثماني في منطقة بحر مرمرة بعد الاستيلاء على أزميت في عام 1337، ثم على حصن رومالي عام 1353. أنشأت دور لصناعة السفن خلال القرن العاشر الهجري في قره مرسل، وأدينجيك، وجيليبولو، وأزميت.
كانت أكبر هذه الدور جيليبولو التي أنشأها بايزيد الأول عام 1401. كان الأسطول العثماني مكلفاً خلال فترة تأسيسه بتأمين مرمرة والاستيلاء على مضيق الدردنيل. ومنذ عام 1390 بدأ القبطان يُلقَّب بدريا. استفاد بايزيد الأول أثناء حصار إسطنبول من الأسطول العثماني، لكنه اضطر لرفع الحصار بسبب قدوم الصليبيين وانشغاله بمعركة بيقوبولس. وعقب معركة أنقرة ودخول عهد الفترة تنقطع كل المعلومات التاريخية المسجلة عن الأسطول العثماني. اندلعت الحرب مع البندقية عام 1416 خلال عهد محمد الأول العثماني، وخسر العثمانيون الحرب، فعقدت بعدها معاهدة للسلام. أبدى الأسطول العثماني تفوقاً في قتاله ضد بحرية البندقية خلال عهد مراد الثاني، إذ إن أسطول البندقية قصد مضيق الدردنيل خلال حصار سالونيك عام 1430، بهدف فك الحصار عنها، إلا أنه دخل في معركة بحرية مع الأسطول العثماني، فكان النصر فيها من نصيب العثمانيين الذين تمكنوا من الاستيلاء على سالونيك.
لاحقاً، بدأ السلطان محمد الثاني - الذي تولي العرش عام 1451 - باتخاذ الاستعدادات اللازمة لفتح إسطنبول، واكتسب الأسطول العثماني قوة كبيرة بعد التجديدات التي أدخلت في عهده، إذ جهَّز أسطولاً من 150 سفينة (وبحسب مؤرخي الروم[ ؟ ] أكثر من 400 سفينة)، واستفاد محمد الفاتح من الأسطول أثناء الحصار. في ليلة 21 إلى 22 من أبريل عمل الجيش العثماني على نقل عدد من السفن الحربية براً إلى مياه المضيق الذهبي. بعد فتح إسطنبول، أسس محمد الفاتح دار صناعة السفن الأميرية عام 1455، وأصبحت إسطنبول هي قاعدة البحرية العثمانية.
عند بداية مرحلة النهضة كانت الدولة العثمانية تمتلك أكثر من ترسانة بحرية. في عهد السلطان محمد الفاتح تمت العديد من الغارات البحرية، وتم الاستيلاء على كلٍ من طرابزون وآمسره. وفي عام 1463 ميلادياً بدأت الحرب العثمانية-البندقية والتي ستستمر لمدة ستة عشر عامًا. وتم السيطرة على العديد من المناطق في بحر إيجة وشمال البحر الأسود الذي كان تحت قيادة جاديك أحمد باشا بواسطة السفن التي شُيدت في مدينة جاليبولو. في عام 1479 ميلاديًا استطاع الأسطول العثماني من الإستيلاء على الكثير من الجزر الموجودة في البحر الأيوني. وفي عام 1480 ميلاديًا استولى أسطول أحمد جاديك باشا على مدينة أوترانتو، ويُعتقد أن الهدف من الإستيلاء عليها هو حصار البندقية في محيط البحر الأدرياتيكي. ولكنها نُسيت بسبب الإنشغل بالمشكلة التي تعرض لها جم سلطان.
و في عهد السلطان بايزيد الثاني أستمرت أعمال تطوير الأسطول العثماني، وأُرسلت القطع البحرية بقيادة رئيس إلى غرب البحر المتوسط؛ لنصرة وتقديم الدعم لمسلمي الأندلس، وأستطاعت أن تحقق نصرًا على أسطول إسبانيا. وفي عام 1499 ميلاديًا أنتهت الحرب العثمانية-البندقية بانتصار الدولة العثمانية. وعند تولي السلطان سليم الأول مقاليد الحكم في عام 1512 ميلاديًا حصل على دعمًا لوجيستيًا من الأسطول في الحرب مع الدولة المملوكية. وبفتح مصر تم السيطرة على نقطة الخروج بطريق التوابل بالبحر المتوسط. وفي عام 1513 ميلاديًا قدم بيري رئيس خريطة العالم التي رسمها إلى السلطان. وقد عمل السلطان سليم الأول على توسعة ترسانة الأميرية مفكرًا في أنه بعد فتح كلًا من مصر وسوريا فإن ما لدى الدولة العثمانية من ترسانات بحرية غير كاف، حيث جعلها ذات طاقة استيعابية لما يقرب من 130 سفينة. وبعد ذلك تم تأسيس ترسانات بحرية في كلٍ من السويس، وروسه، والبيرة (أورفة).
و كانت الترسانات الواقعة على الأنهار تقوم بتشييد أساطيل صغيرة الحجم. وفي هذه الأثناء التحق خيرالدين بربروس بالحامية العثمانية، مما أثر ذلك بشكل إيجابي على البحرية العثمانية. وفي عام 1520 ميلاديًا تُوفي السلطان سليم الأول وتولى مقاليد الحكم السلطان سليمان الأول، وبينما كان يُجهز جيوش المشاة للإستيلاء على بلغراد، كان الأسطول الصغير يتأهب في نهر الدانوب. وفي النهاية تم الإستيلاء عليها. وفي نفس العام-1520- جَهَزَ بيري رئيس كتابه "كتاب البحرية"؛ يوجد في هذا الكتاب الكثير من الخرائط المفصلة عن البحر المتوسط. وفي عام 1522 ميلاديًا، حُوصرت جزيرة رودس، وتم الإستيلاء على الجزيرة بدعم من الأسطول العثماني المكون من 400 سفينة بقيادة قود أوغلو مصلح الدين رئيس. وفي عام 1528 ميلاديًا، قدم بيري رئيس خريطة العالم الثانية للسلطان. وفي عام (1533-1534)، قَدِمَ خيرالدين بربروس باشا إلى أسطنبول، وتم إعلانه قبطان دريا. وبهذا أصبح الأسطول العثماني أكثر قوة. وفي عام 1538 ميلاديًا، تمكن خيرالدين باشا من هزيمة الأسطول الصليبي بأسطول كبير بقيادة أندريا دوريا أمام شاطئ مقاطعة بريفيزا، حيث استطاع أن يُغرق عدد كبير من السفن الصليبية دون أن يفقد أي سفينة من الأسطول العثماني. وبهذا الانتصار العظيم أصبحت الدولة العثمانية هي أكبر قوة مهيمنة في البحر المتوسط. وفي عام 1543 ميلاديًا خرج خير الدين بربروس لنصرة فرنسا بأسطول يُعتقد أنه كان يتكون من 100 إلى 160 سفينة. وكان بربروس القائم بالتعاون العسكري العثماني-الفرنسي دائم الشكوى من النقص في الأسطول الفرنسي، فقد كان يظن أن البراميل مليئة بالبارود ولكنها كانت مليئة بالخمور الفرنسية. حصل بربروس على تولون لفترة مؤقتة، وتم تحويل الكنائس الموجودة في هذه المنطقة إلى مساجد، وسُمِح بتداول العملة العثمانية، وتم توفير استراحات للجنود العثمانيين. وبعقد الصلح بين فرانسوا الأول ملك فرنسا وكارلوس الخامس ملك إسبانيا في عام 1544 ميلاديًا، لم يعد هناك حاجة لمساعدة الأسطول العثماني. وفي عام 1546 ميلاديًا توفي خيرالدين بربروس. وعلى الرغم من ذلك ظل التعاون العثماني الفرنسي قائمًا حتى بعد موت خيرالدين بربروس. ثم بدأت الصراعات التي ستستمر حتى حرب المغرب وموستاجانم، وتوسُع الهجوم في الجزائر.
و في الفترة ما بعد بربروس كان كلٍ من درغوث رئيس وبياله باشا يهاجمين جزر البليار، واستطاعوا الإستيلاء على سواحل طرابلس وجزيرة كورسيكا. وبهدف تدعيم وتثبيت الحامية النمسا (هابسربرغ) في شمال أفريقيا في عام 1560 ميلاديًا تم تجهيز أسطول صليبي مكون من عدد من السفن الحربية. حاصر الأسطول الصليبي جزيرة جربة، وتم الإستيلاء على القلعة، ولكنه مع قدوم بياله باشا مبكرًا جدًا بدأت معركة جربة في التاسع من شهر مايو 1560 ميلاديًا. نظمت المعركة بين الأسطول العثماني والأسطول الصليبي المحاصر للجزيرة، وكان الأسطول العثماني في تشكيل يشبه الهلال. وبالفعل نجح العثمانيون في تحطيم مخطط الحرب الصليبية. وأثناء المعركة استطاع قائد الأسطول الفرنسي جيوفاني آندريا دوريا الهروب؛ وبهذا أصبح الأسطول العثماني هو المنتصر، بعد ذلك تم استعادة القلعة في شهر يوليو. وعقب استعادة القلعة تم أسر القائد الأسباني دون ألفارو دي ساندي. وفي 26/27 يوليو عاد الأسطول العثماني وتم استقبالهم بحفل مبهج.
و في آخر عهد السلطان سليمان الأول في عام 1565 ميلاديًا، بدأ الهجوم العثماني على جزر مالطة. وفي التاسع والعسرين من شهر مارس 1565 ميلاديًا خرج الأسطول العثماني المكون مما يقرب من 180 قطعة بحرية، وعند وصول الأسطول العثماني إلى جزر مالطة وجد على الجزيرة فرسان وجنود من جنسيات أوروربية مختلفة. وبالفعل نزل الجنود إلى الجزيرة وبدأ الحصار، ولكن القائد درغوث رئيس مات متأثرًا بجراحه من شظايا أصابته في رأسه.
حتى وإن كانت قلعة سانت ألمو قد تم الإستيلاء عليها، فإن باقي القلاع الكبيرة لم يستطيعوا الإستيلاء عليها. في هذه الأثناء كونت صقلية، ونابولي مع الدولة الباباوية أسطولًا كبيرًا أُرسل لتقديم الدعم؛ مما دفع الأسطول العثماني لجمع جنوده مرة آخرى وبدأ الانسحاب من الجزيرة، وبهذا انتهى الحصار بالفشل. وبينما وصلت نسبة الخسائر في الأرواح في الصفوف العثمانية إلى ما يقرب من 30,000 جندي، كان على الجانب الآخر ما يقرب من 7,000 عسكري فُقدوا في صفوف جيش مالطة وحلفائها. وفي عام 1570 ميلاديًا وعقب الهزيمة في المعركة مع مالطة، استولى بياله باشا على جزيرة صاكيز الواقعة تحت حماية دولة جنوه دون قطرة دماء واحدة؛ وبهذا انتهى وجود دولة جنوه في منطقة بحر إيجة.
بعد ذلك جاء السلطان سليم الثاني الذي كان ضعيفًا مقارنة بمن سبقه من سلاطين الدولة العثمانية. ونظرًا لقيام البندقية بأعمال القرصنة عام 1570 ميلاديًا تأهب الأسطول العثماني وقام بالإستيلاء على قبرص؛ ثم هُزم بعد ذلك الأسطول العثماني. تقاتل كل من الأسطول العثماني والأسطول الصليبي في معركة ليبانت التي انتهت بخسائر ضخمة. وتثار الشكوك حول المنتصر بهذه المعركة. بعد ذلك أستطاعت الدولة العثمانية أن تعوض هذه الخسائر، وأبحر الأسطول العثماني مرة آخرى، ولكن الخسائر في صفوف الجنود مثلت عجزًا ومشكلةً حقيقية في الأسطول العثماني. وفي عام 1574 ميلاديًا، تمكن ألوج علي باشا قبطان دريا من الإستيلاء على تونس؛ وبهذا ازدادت السيطرة العثمانية في البحر المتوسط.
 
                    | البلد | الدولة العثمانية | 
|---|---|
| جزء من الحدث | القوات المسلحة العثمانية | 
